وقعت القوى اليمنية، على مسودة الاتفاق النهائي بتكليف الرئيس عبد ربه منصور هادي، ورئيس وزرائه بتشكيل حكومة كفاءات وطنية مساء أمس، بعد خلافات دامت لأكثر من ثلاثة أيام. وأوضح مستشار الرئيس اليمني عن الحراك الجنوبي ياسين مكاوي لـ«عكاظ» أنه «تم الاتفاق والتوقيع من جميع المكونات بما فيهم الحوثيون بالطلب من رئيس الجمهورية ورئيس وزرائه بتشكيل حكومة كفاءات وطنية مع التأكيد على ضرورة الاستناد إلى المعايير، التي حددتها اتفاقية السلم والشراكة».، مضيفاً بقوله: «الأمر يتطلب جهود الجميع لمساعدة الرئيس ورئيس الحكومة المكلف بالانتهاء من هذه المهمة واخراج البلاد إلى بر الأمان». وعن طبيعة الخلافات التي تسببت في تأجيل التوقيع على المسودة، التي اقرت الأربعاء الماضي قال مكاوي «لا توجد خلافات جوهرية ولكن هناك تباينات في تعديل النصوص، وكأن هناك شيئا من المكايدة ولكن قد يندرج ذلك في إطار الشعور بالمسؤولية تجاه البلد».
يأتي ذلك فيما توقعت مصادر سياسية يمنية، أن تشكل الحكومة في غضون أسبوع، خاصة وأن الاتفاقية التي وقع عليها تمنح الرئيس التفويض الكامل.
من ناحية أخرى وفي محافظة الحديدة غرب اليمن قتل أكثر من عشرة جنود يمنيين، وأصيب آخرون في هجوم لتنظيم القاعدة بسيارة مفخخة استهدف إدارة امن المديرية، وأفادت مصادر امنية أن التفجير تبعه هجوم بقذائف الآر بي جي والأسلحة الرشاشة.
وفي السياق ذاته قلل مصدر رئاسي يمني من التهديدات التي أطلقها التمرد الحوثي، معتبرا أنها مجرد ابتزاز سياسي. وقال المصدر الذي ــ طلب عدم ذكر اسمه ــ لـ «عكاظ» «إن الرئاسة اليمنية لا تخشى أي تهديد من الحوثي أو غيره وتنظر إلى مثل هذه الإجراءات على أنها مجرد محاولات للحصول على المزيد من المكاسب السياسية»، محذرا من أن أي انقلاب على اتفاقية السلم والشراكة سيواجه بردة فعل محلية ودولية كبيرة . وأوضح أن الرئيس عبد ربه منصور هادي لايزال في العاصمة صنعاء، ولن تخيفه مثل تلك التهديدات، مؤكدا أنه يعمل من أجل الحفاظ على أمن واستقرار اليمن.
من جهة أخرى، أفادت مصادر أمنية، أمس، بأن ثلاثة أشخاص قتلوا في مواجهات ليلية جرت بين المتمردين الحوثيين وحراس أحد مقار حزب الإصلاح في إب. وقالت إن «اثنين من حراس مكتب الإصلاح في إب قتلا وجرح آخرون في هجوم بالرشاشات وقذائف مضادة للدروع». وأضافت أن مدنيا قتل في مواجهات تلت الهجوم، موضحا أن المهاجمين استولوا على مقر حزب الإصلاح وقاموا بنهبه قبل تفجيره صباح أمس.
يأتي ذلك بعد أقل من 24 ساعة من تراجع المتمردون الحوثيون، أمس، عن مهلة الأيام العشرة التي منحوها للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لتشكيل الحكومة، وإلا واجه خيارات أخرى، منها تشكيل مجلس إنقاذ وطني وحكومة ثورية. وحذر سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية جماعة الحوثي من الاستمرار في الاستحواذ المستمر على الأنشطة العسكرية وأنشطة الدولة والاستيلاء على المعدات العسكرية، مطالبين إياهم بتسليم المعدات والأسلحة. وجددوا في بيان أمس التأكيد على ضرورة تسليم الأسلحة التي نهبتها والتنفيذ الكامل لاتفاق السلم والشراكة. وطالب البيان الأطراف السياسية الالتزام بتنفيذ تعهداتها المتعلقة باتفاق السلم، ومن ضمنها الاتفاق على مجلس الوزراء الجديد، مشددا على أن اليمن بحاجة إلى حكومة فعالة لتوفير الأمن والإدارة الاقتصادية المستقرة وتقديم الخدمات الاجتماعية.